ثقافة

يوم عرفة: وقفة عظيمة في رحلة الإيمان

مقدمة:

يوم عرفة :يُشرق فجر التاسع من ذي الحجة حاملاً معه نسائم إيمانية عذبة، ليُعلن عن حلول يوم عرفة، ذلك اليوم المُقدّس الذي يقف فيه الحجّاج على جبل عرفة، مُلّبين مُتضرّعين خاشعين، راجين مغفرة الله تعالى ورحمته.

فضائل يوم عرفة:

يتميّز يوم عرفة بالعديد من الفضائل، منها:

رحلة إيمانية: خطوات أداء مناسك الحج

  • يوم مغفرة الذنوب: ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء”.
  • يوم المباهاة: يقول الله تعالى لملائكته: “انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً، قد جاؤوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، فشهدتُ لهم بالمغفرة قبل أن يطلبوها”.
  • يوم الاستجابة: يُعدّمن أفضل أيام الدعاء، ففيه يستجاب الدعاء، ويُقال: “دعاء عرفة لا يُردّ”.
  • يوم إتمام الحج: لا يصحّ الحجّ دون الوقوف بعرفة، فهو ركنٌ من أركان الحجّ.
  • يوم التوحيد: يجتمع في يوم عرفة المسلمون من جميع أنحاء العالم، يوحّدون الله تعالى، ويُعلنون إيمانهم به.

أعمال يوم عرفة:

  • الوقوف بعرفة: يجب على الحاجّ أن يقف على جبل عرفة من الفجر إلى غروب الشمس، ويُلّبّ ويُدعو الله تعالى.
  • الدعاء: يُستحبّ الدعاء فيه، ومن أفضل الأدعية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهمّ يا رحمان يا رحيم، يا مغفر الذنوب ويا قابض النفوس، يا مالك السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا عظيم اللطف والمن، أسألك بحقّ هذا اليوم الكريم، وبحقّ هذا المكان العظيم، وبحقّ هذا الوقوف العظيم، وبحقّ حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، أن تُغفر لي ذنوبي، وأن تُقيلني عثراتي، وأن تُسعدني في الدنيا والآخرة، وأن تُسعدني بشفاعة نبيّك محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تُدخلني جنّتك من غير حسابٍ ولا عذابٍ، إنّك أنت السميع العليم، الكريم المُجيب، يا رحمان يا رحيم”.
  • الصيام: يُستحبّ صيامه لمن لم يكن حاجًّا، ففيه مغفرة الذنوب السابقة واللاحقة.
  • الصدقة: يُستحبّ التصدّق فيه ، ففيه ثوابٌ عظيمٌ.
  • قراءة القرآن الكريم: يُستحبّ قراءة القرآن الكريم فيه ، وخاصّةً الدعاء .

آدابه :

  • الإخلاص: يجب أن يكون الحاجّ مُخلصًا لله تعالى في دعائه، وأن يبتعد عن الرياء والمباهاة.
  • التضرّع: يجب أن يتضرّع الحاجّ إلى الله تعالى، وأن يطلب منه المغفرة والرحمة.
  • الخضوع: يجب أن يخضع الحاجّ لله تعالى، وأن يُظهر له الذلّ والافتقار.
  • التواضع: يجب أن يتواضع الحاجّ مع الناس، وأن يُعاملهم بالحسنى.
  • الابتعاد عن المحرمات: يجب على الحاجّ أن يبتعد عن جميع المحرمات، وأن يُحافظ على نفسه من المعاصي.

أهمية الوقوف بعرفة :

  • التذكير بيوم القيامة: يُذكّر الوقوف بعرفة بيوم القيامة، حيث يقف الناس في صعيده حُشُودًا، ينتظرون حسابهم، ويُرجون رحمة الله تعالى.
  • التوحيد: يُجسّد الوقوف بعرفة وحدة المسلمين، وتآخيهم، وتعاونهم، وتساوِيهم أمام الله تعالى، بغضّ النظر عن لونهم، أو جنسهم، أو جنسيتهم، أو ثرائهم، أو فقرهم.
  • الإخلاص: يُعزّز الوقوف بعرفة الإخلاص في قلوب المسلمين، ويُقوّي إيمانهم، ويُذكرهم بواجبهم تجاه الله تعالى.
  • التضرّع: يُتيح الوقوف بعرفة فرصةً عظيمةً للتضرّع إلى الله تعالى، وطلب المغفرة والرحمة، والتوبة من الذنوب والخطايا.
  • الاستجابة: يُعدّ الوقوف بعرفة من أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، ففيه يستجاب الدعاء، ويُقال: “دعاء عرفة لا يُردّ”.

خاتمة:

يومٌ عظيمٌ مُباركٌ، فيه مغفرة الذنوب، واستجابة الدعاء، وإتمام الحجّ. فليحرص المسلمون على اغتنام هذا اليوم المُقدّس، ودعاهم يملأون قلوبهم إيمانًا، وتضرّعًا، ورجاءً في رحمة الله تعالى وعفوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى