ثقافة

طه حسين: عميد الأدب العربي

نشأة استثنائية وإرادة صلبة:

ولد طه حسين في قرية “الكيلو” بمحافظة المنيا عام 1889، وفقد بصره في طفولته المبكرة. لم تثنِه هذه الإعاقة عن السعي وراء المعرفة، فالتحق بكتاب القرية، مُبْهِرًا شيخه بذاكرته القوية وذكائه المتوقد. رحل إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، ثم التحق بالجامعة المصرية، ونال شهادة الدكتوراه عام 1914. واصل تحصيله العلمي في فرنسا، حاصلاً على الدكتوراه الثانية عام 1918.

مسيرة حافلة بالإنجازات:

تقلّد طه حسين العديد من المناصب الأكاديمية المرموقة، فعمل أستاذًا في جامعة القاهرة، ثم عميدًا لكلية الآداب، ووزيرًا للتعليم. كما شغل منصب مدير جامعة الإسكندرية، وترأس مجمع اللغة العربية. برز اسمه كأديب ومفكر ناقد، فقدم إسهامات جليلة في مجالات الأدب والنقد والتاريخ والفلسفة.

سليل الحضارة: نجيب محفوظ رائد الرواية العربية

أعمال أدبية خالدة:

خلّف طه حسين إرثًا أدبيًا ثريًا، من أشهر أعماله:

  • الأيام: سيرة ذاتية تُعد من أهم الأعمال العربية الحديثة، تُجسّد كفاحه ضد الإعاقة والسعي وراء المعرفة.
  • في الأدب الجاهلي: دراسة نقدية أثارت جدلاً واسعًا، شكّك فيها ببعض المعتقدات الراسخة حول الشعر الجاهلي.
  • مستقبل الثقافة في مصر: كتاب يناقش قضايا الثقافة العربية، ويدعو إلى التجديد والانفتاح على الحضارات الأخرى.
  • دعاء الكروان: رواية تُجسّد مأساة إنسانية عميقة، تُسلّط الضوء على قضايا اجتماعية هامة.

مفكر التنوير ومناضل ضد الجهل:

كان طه حسين رائدًا من رواد التنوير في الوطن العربي، ودافعًا عن حرية الفكر والتعبير. واجه العديد من التحديات والمواقف الصعبة، لكنه لم يتراجع عن مبادئه، فتصدى للجهل والخرافة، ودافع عن حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية.

إرث ثقافي غني:

ترك طه حسين بصمةً عميقةً في الثقافة العربية، فألهمت أعماله أجيالًا من الكتاب والمفكرين. أثبت أنّ الإعاقة لا تُعيق الإبداع والتفوق، وأنّ الإرادة والعزيمة هما مفتاح النجاح.

فى النهاية :

رحل طه حسين عام 1973، تاركًا ورائه إرثًا ثقافيًا غنيًا، وذكرى خالدة في قلوب محبيه. سيظل اسمه رمزًا للتنوير والمعرفة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى