درر من الحكمة: دستور الحياة الزوجية الناجحة
مقدمة:
في خضمّ عبق التاريخ، تَصدحُ أصواتُ الحكمة من أفواهِ الحكماءِ، تُنيرُ دروبَ الحياةِ وتُرشدُ خطواتِ السائرينَ فيها. ومن بين تلك الأصواتِ، يبرزُ صوتُ أمامة بنت الحارث، تلك الأمّ الحكيمة التي وَصّت ابنتها أمّ إياس قبل زفافها بوصايا نفيسةٍ تُضيءُ دربَ السعادةِ الزوجية.حيث وضعت لها دستور الحياة الزوجية الناجحة .
النصّ الأصلي:
“قالت هذه الأمّ العاقلة لابنتها ليلة زفافها، وقدمت لها هذه الوصية الغالية والهدية الثمينة، فقالت لها: أيّ بنية لو تركت الوصية لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها معونة للعاقل، وتنبيه للغافل.
أيّ بنية: اعلمي أنّك ستفارقين العشّ الذي فيه درجت، إلى بيت لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً:
أما الأولى والثانية: فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواطن عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمّ منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه؛ فإنّ تواتر الجوع ملهبة، وإنّ تنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالرعاية لماله وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفرحي إن كان مغتماً، ولا تحزني إن كان فرحاً.”
سجناء الأنا المتضخمة: الشخصية النرجسية
شرح الوصايا:
تُقدّمُ أمامة بنت الحارث لابنتها عشرَ وصاياٍ ذهبيةٍ تُشكّلُ أساسًا لحياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ ومستقرةٍ. وتُركّزُ هذه الوصايا على جملةٍ من القيمِ والمبادئِ التي تُعزّزُ الحبّ والاحترام والتواصل الفعّال بين الزوجين.
1. القناعة والطاعة:
تُؤكّدُ أمامة على أهميةِ القناعةِ والطاعةِ لزوجها، ولكنّها تُوضّحُ أنّ هذه الطاعةَ ليست عمياء، بل هي طاعةٌ نابعةٌ عن الحبّ والاحترام.
2. الحفاظ على المظهر:
تُنصحُ أمامةُ ابنتها بضرورةِ الاهتمامِ بمظهرها الخارجيّ، وأن تُحافظَ على نظافتها وجمالها.
3. الاهتمام بزوجها:
تُشدّدُ أمامة على أهميةِ الاهتمامِ بزوجها، وأن تُراعِيَ مشاعره واحتياجاته.
4. الرعاية والاهتمام:
تُوصي أمامةُ ابنتها بالعنايةِ ببيتِ زوجها وأولاده، وأن تُحافظَ على ممتلكاته.
5. مشاركة الأحاسيس:
تُنصحُ أمامةُ ابنتها بمشاركةِ زوجها أفراحه وأحزانه، وأن تُكونَ له السندَ والدعمَ في كلّ الأوقات.
خاتمة:
تُعدُّ وصايا أمامة بنت الحارث لابنتها أمّ إياس كنزًا ثمينًا يُرشدُ بناتنا ويُنيرُ دروبَهنّ في الحياة الزوجية. فهذه الوصايا نابعة من حكمة امرأة عاشت حياة زوجية ناجحة، وتُجسّد القيم الإسلامية السمحة، وتُغطّي العديد من جوانب الحياة الزوجية.